متوسطة بن عايشة لمنور- بئربوحوش -
متوسطة بن عايشة لمنور- بئربوحوش -
متوسطة بن عايشة لمنور- بئربوحوش -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نبراس التربية و التعليم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولموقع كوورةسلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) F

منتدى متوسطة بن عايشة لمنور يرحب بكل الأعضاء الجدد

يا زائر منتدانا صلي على رسول الله

شرح كيفية انشاء موضوع في المنتدى بالصور من هنـــــــــــــــــــــا

 شرح كيفية التسجيل في المنتدى بالصور من هنــــــا


شرح كيفية ادراج الصور و الروابط بالصور من هنــــــا

شرح كيفية اضافة الصورة الشخصية لبيانات العضو بالصور من هنــــــــا


 

 سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
romeoj56
عضو نشط
عضو نشط
romeoj56


عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 11/10/2013
العمر : 45

سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق)   سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) Emptyالسبت أغسطس 16, 2014 5:47 pm

سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) 70ja69
النسب والمولد:

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزيز بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي، وكنيته أبو حفص؛ ولقّبه الرسول بالفاروق، وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

وروى عن عمر أنه قال:  ولدت بعد الفجار الأعظم الآخر بأربع سنين، وذلك قبل المبعث بثلاثين سنة

أولاده وزوجاته:

كان له من الولد عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وحفصة، وأمهم زينب بنت مظعون، منهم أيضاً زينب وزيد الأكبر وأمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وأمها فاطمة بنت الرسول    .

وزيد الأصغر وعبيد الله –قتلا يوم صفين مع معاوية- وأمهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك. وعاصم أمه جميلة بنت ثابت، وعبد الرحمن الأوسط، وهو أبو المجبر وأمه لهية أم ولد، وعبد الرحمن الأصغر وأمّه أم ولد. وفاطمة وأمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام. وزينب وهي أصغر ولد عمر وأمها فكيهة أم ولد، وعياض بن عمر وأمه عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل.

ويذكر التاريخ أم عاصم بن عمرو كان اسمها عاصية، غيّره النبي ، وسمّاها جميلة فقال :  أنت جميلة، وفي هذا دلالة على تغيير الرسول للأسماء التي كان مدلولها ليس جميلاً.



 إسلام عمر:

كان عمر من أشراف قريش، يفاخر بها وتفاخر به، ويدافع عنها ويذود عن حياضها؛ فكانت قريش تتخذه سفيراً،  وإن نافرهم منافر أو فاخرهم رضوا به وبعثوه منافراً ومفاخراً

أسلم في السنة السادسة من النبوة وهو ابن ست وثلاثين سنة.

كان النبي يقول:  اللهم أعزّ الدين بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام يعني أبا جهل.

وقد روى في إسلامه عن ابن عباس  أنه قال: أسلم مع رسول الله تسعة وثلاثون رجلاً وامرأة، ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين فنزل جبريل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}  الأنفال: 64)،

ذكر أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسلم قال: قال لنا عمر بن الخطاب: أتحبون أن أعلمكم كيف كان بدء إسلامي؟ قلنا: نعم قال:  كنت من أشد الناس على الرسول. فبينما أنا يوماً في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طرق مكة إذ لقيني رجل من قريش، فقال: أين تذهب يا ابن الخطاب؟ أنت تزعم أنك هكذا، وقد دخل عليك الأمر في بيتك. قلت: وما ذاك؟ قال: أختك قد صبأت. فرجعت مغضباً، وقد كان رسول الله     يجمع الرجال، والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة فيكونان معه، ويصيبان من طعامه، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين. فجئت حتى قرعت الباب، فقيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب وكان القوم جلوساً يقرؤون القرآن في صحيفة معهم. فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا وتركوا أو نسوا الصحيفة من أيديهم. فقامت المرأة ففتحت لي. فقلت: يا عدوة نفسها، قد بلغني أنك صبوت! –يريد أسلمت- فأرفع شيئاً في يدي فأضربها به. فسال الدم. فلما رأت الدم بكت، ثم قالت: يا ابن الخطاب، ما كنت فاعلاً فافعل، فقد أسلمت: فدخلت وأنا مغضب، فجلست على السرير، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت، فقلت: ما هذا الكتاب؟ أعطينيه: فقالت: لا أعطيك. لست من أهله. أنت لا تغتسل من الجنابة، ولا تطهر، وهذا {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}  الواقعة: 79). فلم أزل بها حتى أعطيتنيه فإذا فيه  بسم الله الرحمن الرحيم)  الفاتحة: 1) فلما مررت بـ  الرحمن الرحيم) ذعرت ورميت بالصحيفة من يدي، ثم رجعت إلى نفسي فإذا فيها {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}  الحديد: 1) فكلما مررت باسم من أسماء الله عز وجل، وذعرت، ثم ترجع إلى نفسي حتى بلغت {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}  الحديد: 7) حتى بلغت إلى قوله {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }  الحديد: Cool فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. فخرج القوم يتبادرون بالتكبير استبشاراً بما سمعوه مني وحمدوا الله عز وجل. ثم قالوا: يا ابن الخطاب أبشر فإن رسول الله     دعا يوم الاثنين فقال:  اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين إما عمرو بن هشام وإما عمر بن الخطاب ، وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله لك فأبشر. فلما عرفوا مني الصدق قلت لهم: أخبروني بمكان رسول الله. فقالوا: هو في بيت أسفل الصفا، وصفوه. فخرجت حتى قرعت الباب. قيل: من هذا؟ قلت: ابن الخطاب. فما اجترأ أحد منهم أن يفتح الباب. فقال رسول الله:  افتحوا فإنه إن يرد الله به خيراً يهده. ففتحوا لي، وأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من النبي. فقال:  أرسلوه. فأرسلوني فجلست بين يديه. فأخذ بمجمع قميصي فجذبني إليه ثم قال:  أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فكبّر المسلمون تكبيرة سُمِعت بطرق مكة. وقد كان استخفى فكنت لا أشاء أن أرى من قد أسلم يضرب إلا رأيته. فلما رأيت ذلك قلت: لا أحب إلا أن يصيبني ما يصيب المسلمين. فذهبت إلى خالي وكان شريفاً فيهم فقرعت الباب عليه. فقال من هذا؟ فقلت: عمر بن الخطاب. فخرج إليّ فقلت له: أشعرت أني قد صبوت؟ قال: لا تفعل وأجاف الباب دوني  ورده وتركني. قلت: ما هذا بشيء. فخرجت حتى جئت رجلاً من عظماء قريش فقرعت عليه الباب. فقال: من هذا؟ فقلت: عمر بن الخطاب. فخرج إليّ، فقلت له: أشعرت أني قد صبوت؟ قال: فعلت؟ قلت: نعم قال: لا تفعل. ثم قام فدخل وأجاف الباب. فلما رأيت ذلك انصرفت. فقال لي رجل: تحب أن يُعْلَمَ إسلامك؟ قلت: نعم. قال: فإذا جلس الناس في الحجر واجتمعوا أتيت فلاناً، رجلاً لم يكن يكتم السر. فأصغ إليه، وقال له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه. فاجتمع الناس في الحجر، فجئت الرجل، فدنوت منه، فأصغيت إليه فيما بيني وبينه. فقلت: أعلمت أني صبوت؟ فقال ألا إن عمر بن الخطاب قد صبا. فما زال الناس يضربونني وأضربهم. فقال خالي: ما هذا؟ فقيل: ابن الخطاب. فقام على الحجر فأشار بكمه فقال: ألا إني قد أجرت ابن أختي فانكشف الناس عني. وكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب. فقلت: ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين. فأهملت حتى إذا جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالي فقلت: اسمع فقال: ما أسمع؟ قلت: جوارك عليك رد. فقال: لا تفعل يا ابن الخطاب. قلت: بلى هو ذلك. قال: ما شئت. فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام

رغم أن ابن حجر زاد على إضعاف زيد. الذي ضعفت به الرواية –زاد بذكر إسحاق بن إبراهيم الحيثي الذي قال إنه أضعف من أسامة؛ إلا أني أرى فيها تسلسلاً ومنطقاً يجعلها مقبولة ومسوغة لإسلام شخص في قامة عمر بن الخطاب ومعظم الروايات التي تحدثت عن إسلامه تعضد ذلك.

تعليق علي إسلام عمر:

وضحت قصة إسلام عمر أنه كان شديداً على المسلمين قبل إسلامه متعصباً، فقد تعدى على ختنه  (صهره) وأخته لإسلامها، وكان يريد أن يقتل رسول الله ، فذهب إليه وأسلم بعد أن قرأ القرآن الكريم فوقع في قلبه وأثّر في نفسه، وعلم أنه ليس كلام البشر، بل كلام الله سبحانه وتعالى. وعمر عربي أخضع القرآن لبلاغته، وحكمته، وروعته، ودلالات إسلامه أن الرجل الشجاع إذا اقتنع بشيء لا يتردد، ولا يعاند، ولا يكابر، فالشجاع ليس من صفاته الكبر، ولا التردد، ولا العناد، بل من طبعه الإقدام والمثابرة، ونفس الحماس الذي كان عليه قبل القناعة، يستمر فيه بعد القناعة وهذه الشجاعة في الرأي من الصفات الإدارية المهمة.

ولعل استنباطاً آخر يمكن الوصول إليه في قصة إسلامه أنه عندما شجّ أخته رقّ قلبه، وهذا أيضاً من صفات القائد الذي لا يلوي إلا على الحق ولا يذعن إلا بعد الاقتناع بالبرهان المؤكد؛ فقد شعر بالخطأ عند ضرب أخته؛ كل هذا يدل على عقلية الإداري المحنك الذي يرى الحق ولا تأخذه فيه لومة لائم بل يسير فيه تمسكاً وعملاً ويرى غيره فيرفع عنه.

إن إسلام عمر تجلت فيه حكمة الشارع بنصرة الدين؛ والاستجابة للرسول الكريم ، ليجد أعواناً على الخير، ويفتح الباب لهذه الدعوة الوليدة، حتى تشب عن الطرق، وتترعرع في كنف قوة وعزة، نصرة للدين وتأكيداً لأن المستقبل لهذا الدين ولو كره الكافرون
فتح الشام

بدأ الفتح الإسلامي للشام في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، الذي قرَّر مقاتلة الروم بعد أن هاجموا جيش خالد بن سعيد بن العاص المُعسكر في أرض تيماء، فوزَّع المسلمين على أربعة جيوش مختلفة، ووجَّه كلاً منها إلى جزء مختلف من بلاد الشام، قوام كلٍّ منها حوالي 8,000 مقاتل. فكان الجيش الأول بقيادة شرحبيل بن حسنة ووجهته وادي الأردن في جنوبيّ الشام،[86] والجيش الثاني بقيادة يزيد بن أبي سفيان ووجهته دمشق، والجيش الثالث بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ووجهته حمص، والجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص ووجهته فلسطين.[87] وقال لهم أبو بكر أنهم سيكونون مستقلّين إن لم تكن هناك حاجة للاجتماع، فكل واحد يقود جيشه بنفسه ويكون أميراً على المناطق التي يفتحها، أما إن اقتضت الضرورة الاجتماع فإن القائد سيكون أبا عبيدة بن الجراح.[88] لكن عندما بلغت الجيوش الإسلامية الشام وجدت جيوشاً ضخمة جداً للروم حشدت لمقابلتها في كل وجهاتها،[89] فلمَّا سمع المسلمون بذلك قرَّروا الاتحاد، فاجتمعت جيوشهم باليرموك،[90] وطلبوا المزيد من المدد، فأمر أبو بكر خالداً بن الوليد بالسير إليهم بنصف جنوده من العراق.[91] فسار خالد إليهم عبر بادية الشام،[92] وفي طريقه هزم الغساسنة في معركة مرج راهط،[93] وفتح مدينة بصرى.[94] وبعد أن فتح خالد بصرى، توجَّه مع أبي عبيدة بن الجراح إلى دمشق، فحاصرها، لكن هنا وصلته أنباء حشد الروم في أجنادين، فانسحب وجمع جيوشه كلها هناك، فبلغ عدد المسلمين 33,000 مقاتل وبلغ عدد الروم 100,000، فدارت معركة أجنادين التي هزم فيها الروم وقتل قائدهم وردان.[95]

توفي أبو بكر خلال هذه المرحلة، وأعقبه عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد عن قيادة الجيوش الفاتحة.[96] فقد كان أبو بكر قد عيَّن خالداً قائداً عاماً لجيوش المسلمين في الشام، غير أن عمر لم يرضَ بذلك لئلا يفتتن به المسلمون لانتصاراته المتوالية على الأعداء،[97] فكان من أول ما فعله عمر بعد توليه أمور الخلافة أن كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح يعلمه بوفاة أبي بكر (ولم يُعلِم خالداً بذلك)،[98] وكان يريد عزل خالد على الفور، حتى أنه رويَ عنه أنه قال في خالد: "لا يلي لي عملاً أبداً". وبعدها أرسل عمر كتاباً آخر إلى أبي عبيدة يُعلِمه فيه بعزل خالد عن قيادة الجيوش وتعيينه مكانه، لكنَّ المؤرخين اختلفوا حول متى بالضبط وصل إلى أبي عبيدة الأمر بعزل خالد.[97] فيقول ابن إسحاق أن ذلك كان خلال حصار دمشق في شهر رجب من سنة 14 هـ، إلا أن أبا عبيدة استحى فلم يُعلم خالداً حتى انتهى الحصار وتم الفتح،[99] فيما يذهب سيف بن عمر إلى أن ذلك كان خلال معركة اليرموك عندما كان القتال لا يزال محتدماً بين الروم والمسلمين،[100] بينما قال المدائني، أن أمر العزل جاء حين كان المسلمون يقاتلون الروم بالياقوصة في شهر رجب.[97]

بعد ذلك توجَّه أبو عبيدة مع خالد لحصار دمشق، وتمكّنا من فتحها.[101] في هذه الأثناء وصلتهما أنباء تجمُّع جيش كبير من الروم في مدينة بعلبك، وأنه يسير جنوباً إلى فلسطين للقاء جيشي عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة[102] المؤلفين من 5,300 جندي. فقرر أبو عبيدة وخالد السير إليهما بسرعة بجيشهما المؤلف من 27,000 مقاتل،[103] وسبق خالد أبا عبيدة على رأس 1,500 فارس لضرورة السرعة.[102] اجتمعت جيوش المسلمين وجيوش الروم قرب موقع فحل جنوبي الشام، فدارت بعض المفاوضات قبل المعركة، غير أنها لم تؤدّ إلى شيء. والتقى الجيشان في 28 من ذي القعدة سنة 13 هـ (23 يناير 653 م)،[104] حوالي 32,000 من المسلمين[102] ضد ما بين 50,000 و80,000 من الروم،[105] وانتصر المسلمون نصراً كبيراً، وقال ابن الأثير عن المعركة "فكانت الهزيمة بفحل والقتل بالرداغ، فأصيب الروم وهم ثمانون ألفاً لم يفلت منهم إلا الشريد".[101] وبعد ذلك ولَّى أبو عبيدة بعض قادته على دمشق وفلسطين والأردن، وسار مع خالد نحو حمص ففتحاها، ثم إلى سهل البقاع،[106] وفتحا خلال ذلك مدينة بعلبك صلحاً.[107]

عاد الروم إلى حشد جيش ضخم من 240,000 مقاتل، هذه المرة في منطقة اليرموك بالأردن، وكان ذلك في سنة 13 هـ، وأما المسلمون فقد كان عددهم 27,000، ومع التسعة آلاف جندي الذين جاء بهم خالد ليصبحوا 36,000 جندي.[92] ودارت هناك معركة اليرموك الشهيرة، التي بدأت في الخامس من رجب سنة 15 هـ،[108] واستمرَّت مدة 6 أيام كاملة،[109] انتهت أخيراً بهزيمة الروم ومقتل قائدهم باهان.[110] وقيل أن عدد قتلى الروم في اليرموك والياقوصة بعد طلوع الشمس عقب نهاية آخر أيام المعركة كان 120,000 قتيل، وأما المسلمون فحوالي 3,000 قتيل.[108]

بعد المعركة انقسمت جيوش المسلمين إلى أربعة ألوية مجدداً، فتولى كل لواء فتح منطقة من الشام.[111] فخرج يزيد بن أبي سفيان من دمشق، لفتح صيدا وعرقة وجبيل وبيروت،[111] وخرج عمرو بن العاص من فلسطين ففتح نابلس وعمواس وبيت جبرين ورفح[112] وعسقلان، وفتح شرحبيل ما تبقّى من الأردن.[113] وأما أبو عبيدة وخالد فقد سارا إلى مدينة حمص، فحاصراها وفتحاها مجدداً[114] (حيث كانا قد تركاها وأعادا لأهلها الجزية خلال انسحابهما من تقدُّم جيوش الروم قبل اليرموك)،[115] ثم أتبعاه بفتح حماة واللاذقية.[116] وبعدها خاضوا مع الروم معركة قنسرين، وبعد أن انتصروا بها سارا إلى حلب وفتحاها،[117] وأخيراً فتحا أنطاكية في أقصى شمال الشام.[118
بعد فتح رفح، توجَّه عمرو بن العاص بجيشه أخيراً إلى القدس، ومكث يحاصرها طويلاً، ثم كاد ييأس من فتحها نظراً لحصانتها الشديدة، فاستدعى أبا عبيدة، فجاءه ومعه المدد، ثم انضمَّ إليهما شرحبيل من الأردن، وأخيراً جاء خالد من قنسرين لينضمَّ إلى الحصار[119] وطال الحصار شهوراً كثيرة دون جدوى، حتى قرَّر واليها الاستسلام أخيراً، لكنه طلب شرطاً أخيراً، وهو أن يأتي الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه إلى المدينة ويفتحها، فقال لأبي عبيدة: "نحن نصالِحُك... فأرسل إلى خليفتكم فيكون هو الذي يعطينا العهد، وهو يسامحنا ويكتب لنا الأمان".[120] فكتب أبو عبيدة إلى عمر يخبره بذلك الشرط،[121] فاستشار عمر كبار الصحابة، غير أنهم اختلفوا، وانقسموا إلى فريقين أساسيَّين، واحد على رأسه عثمان بن عفان يرى عدم الاستجابة وحصار المدينة حتى استسلامها، والثاني وعلى رأسه علي بن أبي طالب يرى أنه ما من ضير في القبول،[122] وقد قرَّر عمر الانحياز إلى رأي عليٍّ والقبول بالعرض. وتختلف الروايات التاريخية حول الهيئة التي جاء عمر بها إلى القدس، فتقول بعضها أنه جاء على رأس جيش كبير، وتقول أخرى أنه كان يرتدي ملابس مرقعة ويركب جملاً واحداً يتناوب عليه مع غلام، فلمَّا اقترب من المدينة كان دوره في المشي على الأرض ومرَّ على مخاضة، وعندما رآه والي الروم دهش من منظره، كما تذكر روايات أخرى أنه جاء بمظهر عاديٍّ ليس متفاخراً ولا متواضعاً أكثر من اللازم.[119] وعقبَ وصول عمر إلى المدينة تسلَّم مفاتيحها، ودخلها فاتحاً، فعقد مع أهلها الصلح وأعطاهم الأمان، وكان ذلك في سنة 15 هـ.[123] وقد دخل عمر القدس في المساء، فلمَّا دخل المسجد الأقصى قال "لبيك اللهمَّ لبيك، بما هو أحب إليك"، ثم ذهب إلى محراب داود وصلَّى فيه، ولم يلبث أن طلع الفجر، فأمر المؤذن بإقامة الصلاة ثم تقدَّم وأمَّ بالفاتحين.[124]
فتح كامل العراق و الشام
مهَّدت لفتح العراق وفارس غارات صغيرة كان يشنُّها المثنى بن حارثة الشيباني عقبَ انتهاء حروب الردة على أطراف الإمبراطورية الساسانية.[125] قرَّر أبو بكر تسيير جيوش المسلمين إلى العراق لفتحها، ووضع خطَّة مفادها أن ينطلق جيشان إسلاميَّان من جنوب وشمال العراق، فيطبقان عليها ويلتقيان بالحيرة التي كانت آنذاك تعد عاصمة البلاد.[126] فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد في شهر محرم سنة 12 هـ وهو باليمامة بعد أن فرغ من قتال مسيلمة الكذاب أثناء حروب الردة، وأمره بالسَّير إلى العراق،[127] وألا يُكره أحداً ممن قاتلوا معه في اليمامة على المجيء.[128] وبعد أن وصلت إلى خالد تعزيزات كثيرة كان قد طلبها من أبي بكر، وصل إلى العراق ومعه 18,000 جنديّ.[127] من جهة أخرى، أمر أبو بكر عياض بن غنم بالسير إلى دومة الجندل،[128] فيأتي هو من الشمال وخالد من الجنوب، ويُطبِقان معاً على الحيرة.[129] وبدأ خالد بدخول العراق، فخاضَ معارك كثيرة متتالية ضدَّ الفرس كان النصر حليفه فيها جميعاً، في ذات السلاسل والمذار والولجة وأُليس والمقرّ،[130] وأخيراً، حاصر الحيرة وفتحها في شهر ربيع الأول من سنة 12 هـ نفسها.[131] وفُتِحَت الأنبار تباعاً،[132] ثم التقى خالد الفرس في معركة عين التمر التي ربحها خلال دقائق.[133] وأما عياض بن غنم فقد قضى في حصار دومة الجندل نصف سنة تقريباً دون أن يتمكَّن منها، فجاءه خالد بعد فراغه من عين التمر، ودارت معركة دومة الجندل بينه وبين حامية المدينة، التي انتهت بفتحها في 24 من رجب سنة 12 هـ.[134] كانت معركة الفراض آخر معركة لخالد بن الوليد في العراق،[135][136] وبعدها سار إلى الشام عقب تلقّيه أمر أبي بكر بالتوجُّه إلى هناك لمساعدة المسلمين في معركة اليرموك.[137]

ذهب خالد بنصف الجيش، وبقي النص الثاني في يد المثنى بن حارثة، الذي حلَّ مكانه في القيادة. وقد تزامن ذلك مع فتنة في البلاط الفارسيّ خلَّفها مقتل شيرويه ملك الفرس بالمدائن،[130] وبدأ الملوك يتاولون على الدولة الفارسية فيخلعون الواحد تلو الآخر.[138] وفي هذا الوقت، أرسل أحد ملوك الفرس جيشاً لقتال المسلمين، فالتقى المثنى بن حارثة مع الجيش الفارسي في موقعة بابل في ربيع الأول سنة 13 هـ، وانتصر على الفرس.[130] لكن تغيَّر ميزان القوى عندما قام وال فارسيّ يُسمَّى رستم بانقلاب على أحد الأكاسرة، منهياً فترة الاضطراب ومستبداً بالحكم.[130] فخرج المثنى في أواسط سنة 13 هـ إلى المدينة، ليقابل أبا بكر ويحكي له عن أحوال ساحة القتال، ويطلب منه المدد والعون لاستكمال الفتح.[139] غير أن المثنى وصل المدينة وأبو بكر على فراش الموت، فلمَّا حكى له ما أراده قال أبو بكر: "عليَّ بعمر"، فجاء عمر، فأوصاه أبو بكر بأن يندب الناس (يدعوهم إلى الخروج للقتال) مع المثنى كل يوم.[140] وتوفيَّ أبو بكر بعد تلك الحادثة بأيام.[141]

ما إن انتهى دفن أبو بكر حتى وقف عمر ومعه المثنى يخطب في الناس ويدعوهم إلى الانضمام لجيوش المسلمين لقتال الفرس، فخطب فيهم في آخر ليلة وفاته قائلاً: "الصلاة جامعة"، فتجمَّع من حوله الناس، لكن ما إن دعاهم إلى التطوع للقتال حتى تفرَّقوا مجدداً دون أن يجيبوا دعوته.[142] ثم حاولَ مجدداً بعد صلاة الفجر، واستمرَّ على تلك الحال ثلاثة أيام متتالية دون جدوى، حيث كان العرب يهابون الفرس بشدة ويخشونهم كثيراً.[137] ولمَّا كان اليوم الرابع وقف المثنى في المسجد النبوي، فخطبَ فيهم، وحدَّثهم عن ما حققه المسلمون من انتصارات على الفرس في العراق،[142] ثم قام عمر وخطب بدوره، وهنا صاح رجل: "أنا لها!"، وكان أبو عبيد الثقفي، ثم بدأ الناس يتطوَّعون الواحد تلو الآخر، حتى اجتمع لدى عمر والمثنى 1,000 رجل.[143] وتولَّى أبو عبيد قيادة الجيش،[137] فيما سبقه المثنى وعاد مسرعًا إلى جيوشه في الحيرة.[144] اتجه أبو عبيد إلى العراق، وانتصر على الفرس في معركة النمارق والسقاطية وباقسثيا، التي دارت كلُّها خلال تسعة أيام فقط.[145] لكنه هزم في موقعة الجسر وقتل فيها، ولم يُنقَذ جيش المسلمين إلا وقفة المثنى على الجسر وهو يقاتل الفرس، حتى عبر كل المسلمين إلى الجانب الآخر.[146] أبيد نصف الجيش في المعركة، ولم يبقى منه سوى 2,000 مقاتل.[145]

أُرسل إلى عمر رسول يروي له أحداث الجبهة، وهو يخطب بالناس، فبكى وتأثر، وخطب فيهم يُحمِّسهم. ثم أعلن النفير العام في الجزيرة العربية، وأخذ يتنقَّل بين القبائل يحثها على التطوع للقتال، واجتمع له أخيراً 4,000 متطوع،[145] فأرسلهم إلى العراق، وهناك خاض المثنى معركة البويب ضد جيش فارسي جرار قوامه 70,000 جندي، وانتصر بها. أرسل المثنى بعد ذلك يطلب المزيد من المدد لأن الفرس بدأوا يحشدون للقتال، لكنه توفيَّ بعد ذلك بفترة قصيرة، وكانت وصيته للقائد الذي يخلفه: "لا تقاتل الفرس إلا على أبواب الصحراء".[147] وأعلنَ النفير العام مجدداً، فأرسل عمر من يدعو إلى القتال إلى كل أنحاء الجزيرة العربية، واجتمع له مجدداً 4,000 مقاتل، جمعهم في مكان قرب المدينة يسمى صرار.[147] وبعد أن اجتمع الرجال عند عمر، أخذ يفكر في من سيوليه قيادة الحملة إلى العراق، فاحتار كثيراً، حتى وصله كتاب من سعد بن أبي وقاص، حيث كان قد عُيِّن لجمع الصدقات بنجد، فقال له عبد الرحمن بن عوف "وجدتَه!"، قال عمر: "فمن؟"، قال: "الأسد عادياً!"،[148] فكانت رسالة سعد تذكرة لعمر، بقائده سعد.[149] مشى عمر مع الحملة وودَّع الجنود وخطب فيهم، ثم أوصى سعد بالتوقف في زرود ودعوة الناس للخروج معه.[150] وبينما وصل سعد زرود في شتاء سنة 14 هـ،[151] أخذ عمر يوجه كل طاقته للحشد للحرب، فأخذ يدور على قبائل العرب ويدعوها للقتال ويجمع الناس ويرسل الإمدادات تباعاً إلى سعد، وأخذ يستخدم كل الوجهاء والخطباء والشعراء لتحريض الناس على الفرس، وكان يقول خلال ذلك: "والله لأضربنَّ ملوك العجم بملوك العرب".[152] وبعد أن التقت وتجمَّعت كل الجيوش والإمدادات، بلغ قوام الجيش الإسلامي المتجه إلى فارس 32,000 مقاتل، وهو أكبر جيش إسلامي يدخل بلاد فارس حتى ذلك الحين.[147]

بلغ تعداد قوات الفرس في المقابل 120,000 رجل و70 فيلاً، وكان التقاء الجيشين في أرض القادسية.[153] سبقت المعركة بعض المقابلات والمفاوضات بين رسل من المسلمين ورستم، غير أنها لم تؤد إلى شيء،[154] ثم اندلعت المعركة الفاصلة في فتوحات فارس، المسمَّاة بمعركة القادسية. استمرَّ القتال أربعة أيام على أشده، فلما جاء اليوم الرابع قتل رستم وهزم الفرس وكانت تلك نهاية المعركة.[154] وبلغ عدد قتلى الفرس بنهاية المعركة 40,000 قتيل، وأما المسلمون فحوالي 6,000 قتيل.[155]

بعد القادسية، كانت جيوش المسلمين تقف على مسافة 30 كيلومتراً فحسب من المدائن عاصمة الفرس، وبإبادتهم الجيش الفارسيّ في المعركة لم تبقى أي جيوش تحول بينهم وبين العاصمة.[156] ومكثوا فترة في القادسية، حتى جاءهم الأمر من عمر بالتوجه إلى المدائن.[157] حاصر سعد المدائن مدة شهرين، حتى استسلمت فدخلها المسلمون، وهرب كسرى الفرس، ووجد المسلمون داخلها ثروات هائلة.[158] غير أن بقايا جيوش الفرس عادت للتجمُّع في موقعين أساسيَّين، هما جلولاء وتكريت،[159] فانقسم المسلمون ثلاثة جيوش حسب أوامر عمر، الأول بقيادة هاشم بن عتبة الذي مني بالنصر في معركة جلولاء وفتح حلوان،[160] والثاني بقيادة عبد الله بن المعتم الذي نجح في فتح تكريت والموصل، والثالث بقيادة عتبة بن غزوان[161] الذي نجح في فتح الأبلة وسائر الأحواز.[162]

بعد فتح جلولاء فرَّ يزدجرد إلى مرو، وجعلها عاصمة الفرس الجديدة، وبدأ بحشد الجيوش من كل أصقاع فارس لوقف تقدم المسلمين.[163][164] وسار إليهم جيش المسلمين بقيادة النعمان بن مقرن، والتقيا قرب مدينة نهاوند في سنة 21 هـ،[165] حوالي 30,000 رجل من المسلمين و150,000 من الفرس.[166] وبعد يوم من القتال الحامي هزم الفرس وانتصر المسلمون نصراً كبيراً، فأطلقوا على معركة نهاوند فتح الفتوح، حيث لم يجتمع الفرس بعدها أبداً.[167] ووصلت عمر أخبار الفتح فسرَّ سروراً عظيماً، غير أنه بكى عندما سمع بمقتل النعمان وصحابة آخرين خلال المعركة.[166] بعد نهاوند توالت فتوحات بلاد فارس، ففتحت همذان فأصبهان فالري فجرجان فطبرستان فأذربيجان فخراسان فكرمان فمكران فسجستان. وبذلك كانت نهاية الدولة الساسانية وزوالها، وفتح المسلمين لجميع مناطقها السابقة.[168][169]
اغتياله

كان عدد من الفرس الذين بقوا على المجوسية يضمرون الحقد والكراهية لقائد الدولة الإسلامية التي دحرت جيوشهم وقضت على إمبراطوريتهم واسعة الأطراف،[215] ففي شهر أكتوبر من سنة 644 اتجه عمر لأداء الحج في مكة حيث يُعتقد أن مخططي الاغتيال اتبعوه حتى جبل عرفة، حيث سُمع صوت يهتف أن عمرَ لن يقف مرة أخرى على الجبل، وفي رواية أخرى شوهد رجل وهو يهتف أن هذا حج الخليفة الأخير، وفي أخرى أن إحدى الجمرات أصابت رأس ابن الخطاب خلال الرجم وسُمع صوت أحدهم يقول أنه لن يحج مجددًا. وفي جميع الأحوال، يتفق المؤرخون أنه بعد عودة عمر بن الخطاب إلى المدينة المنورة طعنه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر ذات نصلين ست طعنات، وهو يُصلي الفجر بالناس، وكان ذلك يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ، الموافقة لسنة 644 م، ثم حُمل إلى منزله والدم يسيل من جرحه وذلك قبل طلوع الشمس. وحاول المسلمون القبض على القاتل فطعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم ستة، فلما رأى عبد الرحمن بن عوف ذلك ألقى رداءًا كان معه على أبي لؤلؤة فتعثر مكانه وشعر أنه مأخوذ لا محالة فطعن نفسه منتحرًا. وبذلك دفن أبو لؤلؤة فيروز الفارسي، أخبار المؤامرة والدوافع إليها، فاختلفت الروايات حسب ما يستنتجه المؤرخون.[216][217]

من أبرز الروايات والاستنتاجات التي قيلت حول حادثة اغتيال عمر بن الخطاب، أن الأخير كان قد حرّم على المشركين الذين بلغوا الحلم أن يدخلوا المدينة المنورة لما انطوت عليه قلوبهم من ضغائن وأحقاد ضد الإسلام، ولكن المغيرة بن شعبة عامله على الكوفة كتب إليه يطلب منه الإذن بدخول غلام له اسمه فيروز، ويُكنى بأبا لؤلؤة، لينتفع به المسلمون لأنه كان يتقن عدة صناعات فهو حداد ونجار ونقاش فوافق عمر، وذات يوم اشتكى أبو لؤلؤة لعمر أن المغيرة يفرض عليه خراجًا كبيرًا، فلما سمع منه عمر قال له أن خراجك ليس بالكبير على ما تقوم به من أعمال، فاغتاظ أبو لؤلؤة المجوسي من ذلك، وأضمر الشر والحقد عدة أيام ثم ترجمه بطعن الخليفة.[218] ويستند القائلون بهذه الرواية إلى القصة التي تقول أن عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو رجل صالح ثقة، شهد أنه رأى الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجرًا ذو نصلان وشهد عبد الرحمن بن أبي بكر أنه نفس الخنجر الذي طعن به عمر.[218] أما الهرمزان فكان من ملوك المجوس الفرس على منطقة الأحواز، وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه بعد نكثه العهد مرارًا، وكان الحقد يملأ قلبه لأنه فقد ملكه، وعندما شعر بالخطر أظهر الإسلام، ولكن الناس كانوا يشكون في إسلامه. وأما جفينة النصراني فهو من مسيحيي الحيرة أرسله سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليعلم أبناءها القراءة والكتابة.[218] وقال بعض المؤرخين أنه كان لليهود دور في المؤامرة، واستدلوا على ذلك بأن كعب الأحبار، وكان يهوديًا من أهل اليمن أسلم في عهد عمر وأفاض على الناس من أخبار الإسرائيليات، وترجع كثير من إسرائيليات التفسير لروايته، فلما جاء كعب هذا لعمر قبل مقتله بثلاثة أيام، فقال له: «يا أمير المؤمنين اعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام»، فقال عمر: «وما يدريك؟»، قال: «أجد في كتاب الله عز وجل التوراة»، قال عمر: «الله! إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟»، قال: «اللهم لا ولكني أجد صفتك وحليتك، وأنه قد فنى أجلك».[218] وهذه الرواية إن صحت تجعل الكثير يشكون في كون كعب هذا خلع في المؤامرة لكن هذه الرواية على الأغلب لم تصح.
                                                      المصدر wikipedia
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العلم نور
المشرف العام
العلم نور


عدد المساهمات : 319
تاريخ التسجيل : 09/10/2013

سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق)   سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) Emptyالسبت أغسطس 16, 2014 8:57 pm

سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) 4rlgLz
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cem-benaicha-l.forumalgerie.net
amona
مراقب
مراقب
amona


عدد المساهمات : 765
تاريخ التسجيل : 07/01/2014
العمر : 24
الموقع : ALGERIE/SOUK AHRAS / bbh

سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق)   سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 10:02 am

شكرا على المعلومات القيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
romeoj56
عضو نشط
عضو نشط
romeoj56


عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 11/10/2013
العمر : 45

سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق)   سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق) Emptyالأحد أغسطس 17, 2014 11:43 am

العفو شكرا على مروركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة عضماء التاريخ الاسلامي ( عمر بن الخطاب-الفاروق)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسلة تمارين في مجال الظواهر الميكانيكية 4 م مع الحل
» الكتب القيمه عبر التاريخ
» مصطلحات في التاريخ و التربية المدنية
» امتحان في التاريخ و الجغرافيا 2014 للثلاثي الاول
» ملخص دروس التاريخ للسنة الرابعة متوسط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
متوسطة بن عايشة لمنور- بئربوحوش - :: واحة المنتدى :: شخصيات خلّدها التاريخ-
انتقل الى: